توصل الباحث الطبيب السوري محمد عامر الشيخ يوسف إلى تطوير علاج لمرض سرطان الثدي الموضعي وغير القابل للاستئصال الجراحي، ما يمنع استئصال الثدي، وذلك كأول طبيب عربي يحقق هذا الإنجاز العلمي المصمم والمنجز في بلد عربي وبشكل تام.
وقال الشيخ يوسف لـسيريانيوز إن "البحث الذي أنجزته ونال الموافقة ليعرض في مؤتمر الجمعية الأميركية للسرطان (الاسكو)، كان ضمن أكثر من 4300 بحث من كل أنحاء العالم قدم للجمعية وهذا بحد ذاته إنجاز عربي له أهميته المعنوية لنا نحن العرب وقيمته العلمية المعترف بها عالميا".
وأوضح الشيخ يوسف أن "فكرة البحث ولدت من واقع مرضانا، حيث أن هناك 40% منهم يعانون من سرطان موضعي إي لا هو مكتشف بشكل مبكر ولا هو متأخر بشكل كبير، وذلك بسبب عدم وجود الثقافة الصحية التي تدعو إلى الكشف الصحة الدوري".
وأضاف أن "البحث قدم آلية جديدة للعلاج أعتمد بها أعطاء العلاج الكيماوي قبل العمل الجراحي، وأوجد مشاركة دوائية جديدة تعطى بشكل متتالي للتغلب على مقاومة الخلية السرطانية ، حيث وضعنا دواء قوي الفاعلية بشكل كبير في أول ثلاث جرعات ما يؤدي إلى انتحار الخلية السرطانية".
ولفت الشيخ يوسف إلى أن "90 مريضة بسرطان الثدي الموضعي وغير القابل للاستئصال الجراحي، خضعوا للدراسة، 46% منهم اختفى لديهن المرض بعد 3 جرعات من العلاج، و 54% تلقين الجرعات الكاملة أي 6 جرعات، وأصبحت نسبة اختفاء المرض سريريا 66%، والشفاء التام مجهريا وصل إلى نسبة 39% وهذا مؤشر عالمي على فعالية العلاج وهو الهدف الأساسي للبحث".
وبين الشيخ يوسف أن "البحث توصل إلى علاج سرطان الثدي دون استئصاله، لكن هذا لا يعني عدم القيام بجراحة، للتأكد من انتهائه مجهريا، فالاستجابة المجهرية التامة مشعر الشفاء للمريض لفترة طويلة".
وتابع الشيخ يوسف أن "هناك نتائج مستقبلية للبحث ستظهر بعد عامين مع مراقبة المرضى الخاضعين للعلاج ومن ثم بعد خمس سنوات".
وتخضع المعالجات من سرطان الثدي عالميا لمراقبة مستمرة لمدة 20 سنة تصل في أحيا كثيرة لمدى الحياة، لمعرفة تأثيرات العلاج الكيميائي والاختلاجات الدوائية.
ورأى الشيخ يوسف أن " قيمت البحث ليس ما يكلف، لكن بما يوفر في المستقبل حيث أننا نجحنا في اختصار مدة العلاج وكمية الدواء وبالتالي التكلفة العامة للعلاج، وبالإضافة إلى أن العلاج يتم دون انقطاع المريضة عن عملها مهما كان".
وأكد الشيخ يوسف "على ضرورة استغلال ثورة الاتصالات لنطور أفكار قابلة للتنفيذ"، معتبرا أن "انتظار توفر كل الإمكانيات وتقديمها للباحث، هو تعجيز وليس رغبة في التطوير".
وأشار إلى أن "البحث تم في مشفى البيروني الجامعي بدعم من وزارة التعليم العالي ساعد على تذليل كثير من العقبات التي تعترض البحث العلمي في مؤسساتنا العلمية".
وكشف الشيخ يوسف أنه "يستعد لإنجاز بحثين جديدين أحدهما نال الموافقة العالمية وهو يهدف إلى اختصار عدد الجرعات من ستة إلى أربعة جرعات، واستخدام دوائين فقط، والبحث الثاني عن سرطان المعدة المنتشر وهو ينتظر الموافقة العالمية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
يشار إلى البحث الطبي العلمي يجب أن ينال الموافقة العالمية عبر أحد مراكز البحث العالمية المعتمدة، وبالتالي إخضاعه إلى معاير دقيقة ومحددة تضبط البحث ليصل إلى النتائج المرجوة منه.
وأعرب الشيخ يوسف من "أمله في أن يشكل فريق بحثي إقليمي، يعمل على تطوير العمل البحثي في المنطقة".
وحول حق ملكية البحث، قال الشيخ يوسف إن "تطبيق طريقة العلاج الواردة في البحث متاح للجميع بعد نشره فمن يريد أن يطبقها فليطبقها، لكن توظيف النتائج التي توصل إليها في بحث أخر أو محاضرة علمية أو كتاب بحاجة إلى موافقة مني مع الإشارة إلى أن البحت لي وأنه تم إنجازه في سورية".
ولفت الشيخ يوسف إلى وجود عمل بحثي قيم لدى السوريون، فهناك باحث سوري موفد إلى بريطانية يعمل على دراسة البصمة الجينية لسرطان الثدي حيث يختبر دواء مستخلص من أعشاب سورية صرفة في أحد أهم مخابر لندن البحثية، ويبدو أن الحلم سيتحقق ونوجد دواء سوري مضاد للسرطان. كما أن هناك بحثين في كلية الصيدلة حول سرطان الثدي بهدف نيل درجة الماجستير وهما يبشران بالخير".
يشار إلى أن البحث سيعرض ضمن مؤتمر الجمعية الأميركية للسرطان (الاسكو) الذي سيعقد في ولاية اورلاندو في الولايات المتحدة الأميركية،وهو من أهم المؤتمرات العلمية في العالم، كما سينشر على الموقع الخاص بالجمعية (
www.asco.org) في يوم 16 أيار المقبل، بالإضافة إلى نشره بالنص الكامل على موقع أشهر مجلة عالمية للأورام (جي سي) الأمريكية (
www.jco.org). يذكر أن الطبيب الشيخ يوسف قدم أول بحث له في هذا المضمار على مستوى عالمي في مؤتمر جمعية الأورام الأوروبية (ايسمو) في عام 2004 بفيينا بمشاركة 15 ألف باحث من مختلف أنحاء العالم، و هو يمتلك 14 بحث عن سرطان الثدي، كما أنه نال جائزة الباسل العلمية أربع مرات متتالية، وهي أعلى جائزة تمنح في سورية